المسيح الدجال .. ماذا أعددنا لمواجهته ..؟؟
لماذا الكلام عن بعض أحاديث الفتن في آخر الزمان ؟
لماذا ندرس أشياء قد لا تقع في عصرنا ؟
لماذا نتعرض لتفاصيل بعض الأمور التي لن تحدث في هذا أيامنا هذه الذي نعيش فيها ؟
إن هذه الأشياء وهذه الفتن التي ربما تقع في آخر الزمان ولا ندركها لها فوائد كثيرة
فمن هو المسيح الدجال ؟ لماذا سمي المسيح؟ من هم أتباعه ؟ ما هي إمكانياته ؟ في أي مكان يظهر المسيح الدجال ؟
ما هي الأحداث التي تسبق خروجه ؟ كيف نعد أنفسنا لمواجهته ؟
ما هي الأحداث التي تسبق خروجه ؟ كيف نعد أنفسنا لمواجهته ؟
أولاً : أن الإيمان بالغيب من صفات المسلم .
ثانياً : في ذكر حديث الدجال تعليم هام للأمة ، ومن ذلك بيان مواقف الناس من الدجال عندما يظهر ، كما أن ففي التعرف على الدجال أسوة وعبرة ونحن نعيش في هذا العصر ، عصر الفتن ، كيف نواجهها ، لأن الفتن كثيرة ، وفي بيان الموقف من الدجال الأكبر درس لنا في كيفية الوقوف ، وما هو الموقف الصحيح أمام الدجاجلة الذين يظهرون قبله .
ثالثاً : كيف ستتعلم الأجيال القادمة التي سيظهر فيها الدجال الموقف الصحيح إذا لم تُنقل روايات الدجال عبر جيلنا بل كيف ستتربى الأجيال على الثبات أمام الدجال إذا لم نعلّم الجيل الذي نعيش فيه والجيل الذي سيلينا ؟
رابعاً : حساسية المؤمن ودقة شعوره وخوفه من الله عز وجل يجعله ينظر برهبة لمثل هذه الأحاديث التي فيها ذكر الدجال وما حول الدجال من الفتن الأخرى ، كيف لا .. والرسول صلى الله عليه وسلم خرج مرة ورأى غيْما في السماء فدخل وخرج ، فزعا وهو يقول : ما يؤمننّي يا عائشة أن يكون فيه عذاب مثل ما حدث لقوم عاد ؟ " مع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الناس وأبعد الناس عن العذاب ، ومع ذلك يدخل ويخرج خوفا من أن يكون به عذاب ، إذا : الفزع من هذه الفتن من صفات المؤمنين والتي تُدلِّل على خوفهم من الله فعلا وعلى قوة إيمانهم .
خامساً : أن دراسة موضوع كموضوع الدجال يعطينا طعما خاصا في الدعاء الذي ندعو به في آخر صلاتنا قبل السلام ، وهو التعوذ من فتنة المسيح الدجال .
سادساً : ومما نحتاجه أيضا في بيان أمر الدجال أن نعلم أيها الأخوة أن التحذير من الدجال قد وقع على فترات فمثلا : حذر الأنبياء أممهم من الدجال فنوح حذر أمته من الدجال ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكتمل عنده العلم بالدجال في أول الأمر ، ولذلك كان يظن بأن الدجال هو ابن صياد ، مع أنه من الدجاجلة وليس هو الدجال الأكبر ، كما أن تفاصيل العلم بالدجال لم تكتمل حتى عند الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر ولذلك أخبر الصحابة على مراحل فتلقوا أخبار الدجال على مراحل .
سابعاً : أن الفتن تعلِّم المسلم كيف يتصرف ؟ وأن هذه الفتنة العظيمة التي قد لا تحدث لنا ، فعلى الأقل نتعرف من هذه الفتنة العظيمة كيف نتصرف في مواقع الفتن ؟ ولذلك فقد استفاد بعض الصحابة من أحاديث الفتن فبعض الصحابة كان قاعدا لا يقاتل في الفتنة التي حدثت بين على وبين معاوية رضي الله عنهما ، وعندما قتلت إحدى الطائفتين عمار بن ياسر يوم قال عليه الصلاة والسلام تقتله الفئة الباغية ، علم بعض الصحابة هذه الفتنة فاتخذ الصحابي موقفه بأن انتقل إلى الفئة الأخرى التي لم تقْتل عمارا لأن الحق ظهر معه ، لذلك العلم بأحاديث الفتن له فوائد كثيرة .. لا تحصى ولا تستقصى ..
ثانياً : في ذكر حديث الدجال تعليم هام للأمة ، ومن ذلك بيان مواقف الناس من الدجال عندما يظهر ، كما أن ففي التعرف على الدجال أسوة وعبرة ونحن نعيش في هذا العصر ، عصر الفتن ، كيف نواجهها ، لأن الفتن كثيرة ، وفي بيان الموقف من الدجال الأكبر درس لنا في كيفية الوقوف ، وما هو الموقف الصحيح أمام الدجاجلة الذين يظهرون قبله .
ثالثاً : كيف ستتعلم الأجيال القادمة التي سيظهر فيها الدجال الموقف الصحيح إذا لم تُنقل روايات الدجال عبر جيلنا بل كيف ستتربى الأجيال على الثبات أمام الدجال إذا لم نعلّم الجيل الذي نعيش فيه والجيل الذي سيلينا ؟
رابعاً : حساسية المؤمن ودقة شعوره وخوفه من الله عز وجل يجعله ينظر برهبة لمثل هذه الأحاديث التي فيها ذكر الدجال وما حول الدجال من الفتن الأخرى ، كيف لا .. والرسول صلى الله عليه وسلم خرج مرة ورأى غيْما في السماء فدخل وخرج ، فزعا وهو يقول : ما يؤمننّي يا عائشة أن يكون فيه عذاب مثل ما حدث لقوم عاد ؟ " مع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الناس وأبعد الناس عن العذاب ، ومع ذلك يدخل ويخرج خوفا من أن يكون به عذاب ، إذا : الفزع من هذه الفتن من صفات المؤمنين والتي تُدلِّل على خوفهم من الله فعلا وعلى قوة إيمانهم .
خامساً : أن دراسة موضوع كموضوع الدجال يعطينا طعما خاصا في الدعاء الذي ندعو به في آخر صلاتنا قبل السلام ، وهو التعوذ من فتنة المسيح الدجال .
سادساً : ومما نحتاجه أيضا في بيان أمر الدجال أن نعلم أيها الأخوة أن التحذير من الدجال قد وقع على فترات فمثلا : حذر الأنبياء أممهم من الدجال فنوح حذر أمته من الدجال ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكتمل عنده العلم بالدجال في أول الأمر ، ولذلك كان يظن بأن الدجال هو ابن صياد ، مع أنه من الدجاجلة وليس هو الدجال الأكبر ، كما أن تفاصيل العلم بالدجال لم تكتمل حتى عند الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر ولذلك أخبر الصحابة على مراحل فتلقوا أخبار الدجال على مراحل .
سابعاً : أن الفتن تعلِّم المسلم كيف يتصرف ؟ وأن هذه الفتنة العظيمة التي قد لا تحدث لنا ، فعلى الأقل نتعرف من هذه الفتنة العظيمة كيف نتصرف في مواقع الفتن ؟ ولذلك فقد استفاد بعض الصحابة من أحاديث الفتن فبعض الصحابة كان قاعدا لا يقاتل في الفتنة التي حدثت بين على وبين معاوية رضي الله عنهما ، وعندما قتلت إحدى الطائفتين عمار بن ياسر يوم قال عليه الصلاة والسلام تقتله الفئة الباغية ، علم بعض الصحابة هذه الفتنة فاتخذ الصحابي موقفه بأن انتقل إلى الفئة الأخرى التي لم تقْتل عمارا لأن الحق ظهر معه ، لذلك العلم بأحاديث الفتن له فوائد كثيرة .. لا تحصى ولا تستقصى ..
لماذا سمي المسيح الدجال بالمسيح ..؟
سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين ، وهذه التسمية بهذه الصيغة مشتقة من أسم المفعول أي ممسوح العين بخلاف المسيح ابن مريم الذي اشتق اسمه من اسم الفاعل الماسح ، لأنه كان يمسح على المريض فيبرأ ، وقيل لأن دجل معناها غطى وموه ، ولذلك يقال دجل الإناء بالذهب أي غطاه ، وذلك لأن هذا الدجال سيغطي الأرض بكفره ، وقيل لأنه سيشمل الأرض ويغطيها برحلته الطويلة التي سيقطعها في زمن قصير .
هل الدجال شرط من أشراط الساعة .؟
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "
أن الساعة لا تقوم حتى تكونَ عشرُ أيات ، الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس .. إلى آخر الحديث "
فالدجال ظهوره من أشراط الساعه ،
وأشراط الساعة منها صغرى ومنها كبرى ،
وأشراط الساعة ابتدأت بموت الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فإن أول علامات الساعة الصغرى هي : موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهناك علامات الساعة الكبرى عشرة ومنها الدجال ،
وقد قال صلى الله عليه وسلم " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل وكسبت في إيمانها خيرا ، طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض " وخروج الدجال من الفتن التي تقع منه ،
وهذا الحديث يشير إلى آية موجودة في كتاب الله وهي قوله عز وجل
" يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً .."
فالمقصود بقول الله عز وجل بعض آيات ربك منها : الدجال ، وهذا الذي يُجاب به على بعض الناس الذين يقولون : لماذا لم يُذكر الدجال في القرآن ؟ فنقول : أنه قد ذكر ضمناً ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حذر الأمة وقال " بادروا بالأعمال ستا وذكر منها : الدجال .
الدجال أكبر فتنة موجودة على ظهر الأرض على الإطلاق .
روى حديث الدجال عدد من العلماء ومن أوسع من روى له الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه والإمام أحمد رحمه الله في مسنده ، وكثير من الأحاديث التي وردت في الدجال صحيحة وثابتة ، وهذا ما سأعتمد عليه بإذن الله تعالى ومن تلك الأحاديث :
1. قوله صلى الله عليه وسلم " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " وفي رواية " أمر أكبر من الدجال " [ فمن خلق آدم إلى يوم القيامة لا توجد فتنة أكبر من فتنة الدجال ] .
2. وروى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال : إني لأُنذرُكُمُوه ، وما من نبي إلا أنذر قومه ، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه : إنه أعور وإن الله ليس بأعور " .
3. وقال صلى الله عليه وسلم " إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذر قومه ، وقد أنذره نوح قومَه ولكني سأقول فيه قولا لم يقله نبي لقومه ، تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور " .
4. وقال عليه الصلاة والسلام " غيرَ الدجال أخْوَفُنِي عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم " [ أي أن الله ولي كل مسلم وحافظ ومعين لكل مسلم على هذه الفتنة ] .
5. وقال صلى الله عليه وسلم " فأما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر أمته ، وسأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته "
الأحداث التي تسبق خروج الدجال ..!
الأحداث التي ستكون قبل خروج الدجال ، فإنها كثيرة ومن ذلك.
1. قوله صلى الله عليه وسلم " تغزون جزيرة العرب ، يفتحها الله ، ثم تغزون فارس ويفتحها الله ، ثم تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " [ أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه ] [ رواه مسلم ]
2. وقال صلى الله عليه وسلم " عُمرانُ بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال " [رواه أبو داود وحسنه الألباني ] [ وهذه أحداث مرتبط ببعضها لكن يحتمل أن يكون بين كل حدث والآخر فترة زمنية طويلة ، فإذا عُمر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف ، فإن ذلك سيكون سببا في خراب يثرب ، ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون وسيكون لهم صولة بحيث يحدث خراب فيها ، فإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى ، وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم كما ذكر شراّح الحديث ، وخروج الملحمة هي فتح القسطنطينية ، وسيعقبه ذلك فتح هذه المدينة التي هي من مدن الكفار ، وسيعقب ذلك خروج الدجال وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما سيحدث بعده ]
3. وقال عليه الصلاة والسلام " فتنة الأحلاس هَرَب وحَرَب " [ هرب لأن الناس يهربون منها من القتل والعداوة والحرب هو نهب الأموال ، وقتل الأهل بحيث لا يبقى لأحد لا مال ولا أهل ] " ثم فتنة السرّاء [ أي النعماء الصحة والعافية ] دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي ، يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِكٍ على ضِلَع " [ والورك هو أعلى الفخذ ، والضلع معروف ، والمقصود أن الناس سيصطلحون على رجل يبايعونه ويملِّكونه عليهم ولا يصلح أن يكون ملك لأنه جاهل ولا تستقيم له الأمور ، ولكن هذا الذي سيحدث ، كورك على ضلع كما أن هذا الورك الكبير لا يثبت على ضلع لأن الضلع دقيق فكذلك لن يثبت أمر هذا الرجل ولن يكون مناسبا نظرا لجهله ] ثم فتنة الدهيماء [ والدهيماء الفتنة العظيمة الكبيرة ] لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل انقضت تمادت وزادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصيرَ الناس إلى فِسطاطين ، فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاطُ نفاق لا إيمان فيه " [ وهذا يكون نتيجة التدافع بين الحق والباطل ، ونتيجة مُعترك الأمور ، وقيام الأحداث بين أهل الحق وأهل الباطل ويتميز أهل الحق عن أهل الباطل وهذا من فوائد التدافع الذي ذكره الله عز وجل في كتابه " وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ] " فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده "[ رواه أبو داود صححه الألباني ] .
4. ثم أنه صلى الله عليه وسلم بين أيضا الحال التي سيكون عليها المسلمين عند ظهور الدجال ، وهذه الحال ستكون عبارة عن حروب بين المسلمين والنصارى ، وسيكون فيها النصر في النهاية لأهل الإسلام ، ثم يظهر الدجال فيقول عليه الصلاة والسلام :
" ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتُنصرون وتَغْنمون ، وتَسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول [ موضع معين ] فيرفع رجل من أهل النصرانيةِ الصليب ، فيقول : غُلب الصليب ، فيغضب رجل من المسلمين ، فَيَدُقَّه [ أي يكسر الصليب ] فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة ، وزاد بعضهم ، فيثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون ، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "[ رواه أبو داود وحسنه الألباني ] [
سيحصل هناك صلح آمن ، ولكن الروم النصارى سيغدرون ، وسيقوم رجل يتحدى المسلمين بالصليب ، فيقوم أحد المسلمين فيكسره ، فتقع بعد ذلك معركة يكون المسلمين في أول الأمر قلة ، فيكرم الله القلة من المسلمين التي تواجه النصارى أول الأمر بالشهادة ، ثم بعد ذلك يستعد الفريقان لمعركة كبيرة وملحمة عظيمة يكون النصر فيها للمسلمين ]
5. ثم أنه ورد لهذه الغزوة تفاصيل أخرى فقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث ولا يُفرح بغنيمة ، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام ، فقال : عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ، يقول الراوي عن ابن مسعود: الروم تعني ؟ قال وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة ، فيشترط المسلمون شُرطةً للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجِز بينهم الليل " [ ملخص الحديث أن هؤلاء الفدائيون من المسلمين الذين يخرجون من جيش المسلمين يقتلون وهم شهداء ومرة ثانية وثالثة لأنهم قلة ] " ثم بعد ذلك يَنْهد لهم أهل الإسلام [ يجتمع لهم أهل الإسلام من الأماكن المختلفة ] فيجعل الله الدَبَرَة على الكفار فيقتل المسلمين من الكفار مقتلة لا يُرى مثلها ، حتى أن الطائر لا يمر بجنباتهم فما يُخّلِّفُهم حتى يخر ميتا ، فيتعادُّ بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح ؟! أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك ، إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ! فجاءهم الصريخ : أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويُقبلون فيبعثون عشرةَ فوارس طليعة [ طليعة استكشاف ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ _ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ " رواه مسلم
6. ومن الأحداث الأخرى التي ستحدث قبل خروج الدجال قوله صلى الله عليه وسلم " إن قبل خروج الدجال ثلاثِ سنوات شداد ، يُصيب الناسُ فيها جوع شديد ، يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرِها ، ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ، ويأمر الأرض فتحبسَ نباتها كله ، فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظل إلا هلكت إلا ما شاء الله ، قيل يا رسول : فما يُعيش الناس في ذلك الزمان قال : التهليل والتكبير والتحميد ، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام " [ رواه بن ماجة وضعفه الألباني ] [ كرامة للمسلمين من الله في ذلك الوقت ، أن يعيشوا على ذكر الله فقط ، وهذا يُثبت أن للأذكار قوة في البدن ويجوز عليه حديث علي وفاطمة عندما اشتكت فاطمة تريد خادم قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكما على أمر هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما تسبحان الله ثلاث وثلاثين وتحمدان الله ثلاث وثلاثين وتكبران ثلاث وثلاثين "
صفات الدجال
للدجال صفاتٌ عامة ، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح " إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيتُ أن لا تعقلوا [ أي أني حدثتكم كثيرا عن الدجال حتى خشيت أن يُنسي حديثي بعضُه بعضا فتلتبس عليكم الأمور فلا تفهموا ] فاعقلوا الحديث وتبصّروا فيه إن المسيح الدجال "
1. رجل قصير .
2. أفحج [ أي أنه يمشي مشية معيبة فيه عرج بسبب تباعد ما بين ساقيه ] .
3. جعدٌ [ أي أن شعره سبط ليس أملس ] .
4. مطموس العين ليست بناتئة [ لا هي ظاهرة ] حَجْراء وفي رواية جحراء [ أي ليست داخله للداخل ، فهي لا باززة ولا داخلة ] فإن أُلبس عليكم ، فأعلموا أن ربكم ليس بأعور ، وأنكم لن تروا ربكم [ أي أن الدجال سيظهر ، ويقول أنا ربكم ونحن نعلم أنه لا يمكن أن نرى الله في الدنيا ، فلو ظهر الدجال وقال لكم أنا ربكم فلا يلتبس عليكم الأمر والله ليس بأعور ] .
5. وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر " الدجال أعور هِجَانٌ [ أي أبيض] أزهر ، وفي رواية أقمر [ أي أنه أبيض ] .
6. كأن رأسه أَصَلَة [ مثل رأس الحية العظيمة ] أشبة الناس بعبد العزى بن قطن [ وهذا الرجل من خزاعة كان في الجاهلية مات كافر ] ثم قال عليه الصلاة والسلام " ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام [ أي أنه رآه في المنام ] أما مسيح الضلالة فإنه أعور العين .
7. أجلى الجبهة [ واسع الجبهة ].
8. عريض النحر [ مكان الرقبة عريض ]
9. فيه جفأ [ فيه انحناء ] .
10. وهو أعور العين اليسرى .
11. جُفَال الشعر [ شعره كثيف ] وكذلك أخبر عن هذه العلامة المهمة جدا في الدجال وهي [ العور ] إحدى عينيه ممسوحة تماما ، والعين الأخرى فيها علة ، يشبهها كأنها نخاعة في حائط .. فالأولى ممسوحة ، والثانية ظاهرة وناتئة كأنها عِنْبَةٌ طافية ، فإن عينيه كلتاهما معيبة ، فواحدة ممسوحة تماما والأخرى معيبة بنتُُوئها ولها لون أخضر كما قال ، كالزجاجة الخضراء ، وكذلك : فإن على هذه العين لحمة تنبت
قال عليه الصلاة والسلام "عليها ظَفَرَة "
[ والظفرة لحمة تنبت من طرف العين القريب من الأنف ] تنبت حتى تغطي جزءا من عينه " [ وهذا الوصف الدقيق يريد عليه الصلاة والسلام أن لا تظل الأمة ، وأن تعرف صفة المسيح الدجال ].
12. أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن " وفي رواية أخرى "يقرؤه كل مؤمن كاتبٌ أو غير كاتب " [ سواء يعرف القراءة والكتابة أو لا يعرف ، أي أن كل المؤمنين يستطيعون أن يقرؤوا هذه الحروف بين أعيني الدجال ( ك ف ر ) كافر ، والألف طبعا في الماضي لا يكتبونها في الخط لكن تنطق ، والكفار يَحْجُبهم عنها بحوله وقوته ] .
المكان الذي يخرج منه الدجال .
1. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الدجال يخرج من أرض في الشرق أو المشرق يقال لها خُراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرَّقة "
2. ورد تحديد آخر " إنه خارج خلةً بين العراق والشام ، فعاثٍ يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله فاثبتوا "
3. ثم ورد أيضا تحديد آخر " إن الدجال يخرج من قبل المشرق من مدينة يقال لها خُراسان ، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " .
4. وقال أيضا " يخرج الدجال من يهوديةِ أصبهان ، معه سبعون ألفا من اليهود " [ قال بعض المؤرخين مثل ياقوت الحموي :
كيف يخرج المسيح الدجال ؟
المسيح الدجال كما هو معروف من الحديث الذي ورد في صحيح الإمام مسلم :
أنه محبوس إلى الآن في جزيرة من جزر البحر ،
وأنه كان حيا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأنه رجل عظيم الخلقة ، رآه تميم الداري ومن معه من الناس ثلاثون رجلا رأوه ، وحدثوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن سفينتهم لعب بها الموج وألجأهم الموج إلى جزيرة ولما نزلوا الجزيرة رأوا الجساسة ، وهي دابة كثيرة الشعر فخاطبتهم وقادتهم إلى الرجل العظيم الموثق بالسلاسل داخل الكهف ، ودخلوا ورأوه رجلا عظيما موثقا بالسلاسل وحصلت محاوره بينهم وبينه ، وأخبرهم أنه الدجال وأنه سيخرج من غضْبة يغضبها فستتحطم السلاسل ويخرج يعيث فسادا في الأرض ، ويخرج من جهة المشرق ، وسأسوق لكم الحديث بتمامه ، في صحيح مسلم ، حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبد الصمد واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد ، حدثنا أبي عن جدي عن الحسين بن ذكوان ، حدثنا بن بريدة حدثني عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان ، أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول ، فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره ، فقالت : لئن شئت لأفعلن ، فقال لها أجل ، حدثيني فقالت : نكحت بن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما تأيمت [ أي أصبحت أرملة ] خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد ، وكنت قد حدّثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أحبني فليحب أسامة ، فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : أمري بيدك ، فأنكحني من شئت ، فقال : انتقلي إلى أم شريك ،وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ، ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل فقال لا تفعلي ، إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان ، فأني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين ، ولكن انتقلي إلى بن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من بنى فهر من قريش ، وهو من البطن الذي هي منه ، فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي ، منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ، جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرُب السفينة ، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبُله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال لما سمّت لنا رجلا ، فرقنا منها أن تكون شيطانة ، قال : فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ،
قلنا ويلك ما أنت ؟
قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟
قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا ويلك ما أنت ؟
فقالت أنا الجساسة ، قلنا وما الجساسة ؟
قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة ،
فقال أخبروني عن نخل بيْسان ؟
قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟
قلنا له نعم ،
قال أما إنه يوشك أن لا تثمر ،
قال أخبروني عن بحيرة الطبرية ؟
قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟
قال هل فيها ماء ؟
قالوا هي كثيرة الماء ،
قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب ،
قال أخبروني عن عين زغر ؟
قالوا عن أي شأنها تستخبر ؟
قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟
قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها ،
قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟
قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب ،
قال أقاتله العرب ؟
قلنا : نعم قال كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه ،
قال لهم قد كان ذلك ، قلنا : نعم
قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عنى ، إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة ، فهما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت [ فاطمة بنت قيس ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر ، هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ، يعني المدينة ، ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ رواه مسلم ]
إمكانات الدجال:
جعل الله لهذا الدجال إمكانات كثيرة وبسببها تحصل الفتنة ومنها :
1. كما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن إسراع الدجال في الأرض فقال " كالغيث استدبرته الريح "
2. سيتجول في أقطار الأرض كلها ،
قال صلى الله عليه وسلم " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة "
3. " معه جنة ونار ، فناره جنة وجنته نار
وقال صلى الله عليه وسلم " إن معه ماءا ونارا ، فناره ماء بارد ، وماؤه نار " وقال " وأنا لأعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجيران أحدهما رأيُ العين ماء أبيض ، والآخر رأيُ العين نار تأجج ، فإما أدرَكَنَّ أحد فليأتي الذي يراه نارا ، وليُغْمِر ثم ليطأطئ رأسه في النار هذه ، فيشربَ منه ، فإنه ماء بارد " إلى أن قال صلى الله عليه وسلم " فأما الذي يراه الناس ماءا فنار تحرق وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب ، فمن أدرك ذلك منكم فيقع في الذي يراه نارا ، فإنه ماء عذب طيب "
4. وقال عليه الصلاة والسلام " يخرج الدجال ومعه نهر ونار ، فمن دخل نهره ، وجب وزره وحٌطَّ أجره [ أي ضاع أجره ] ومن دخل ناره ، وجب أجره وحط وزره ، ثم إن ما هي إلا قيام الساعة "
5. وكذلك ورد أن معه جبل من خبز وطعام وأن الدنيا فيها مجاعة ، وأن الناس سيتبعونه من المجاعة لكي يحصلوا هذا الطعام الذي عندهم ، وأن هذه الفتنه لن تضر المؤمنين بأذن الله .
6. وكذلك أخبر أن الجمادات ستستجيب لهم والحيوانات
قال عليه الصلاة والسلام " سيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به أنه هو الله ، ويستجيبون له ، فيأمرُ السماء فتمطر بأذن الله ، والأرض فتنبت وتخرج الكلأ فتروح عليهم سارحتُهم [ ماشيتهم على هؤلاء الناس الذين أمنوا بالدجال ] أطولَ ما كانت ذُراً قامة وارتفاعا ، وأسبغُه ضُروعا [ ممتلئة بالحليب ] وأمدُّه خواطر [ من السمن ] ثم يأت القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله [ أي يكفرون به ] فينصرف عنهم فيصبحون موحلين [ أي في قحط ، كل هذه فتنة ليُرى من الذي يصبر ومن الذي يصدق مع الله ومن الذي يؤمن ويكفر ] ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كأعاسيب النحل …. " .
7. وأن من فتنته أنه يقول للأعرابي " أرأيتَ إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربُك ، فيقول نعم ، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمِه فيقولان يا بني إتَّبِعُه فإنه ربك " [ فتأخذه العاطفة فيتبعه ] .
8. ومن فتنته أيضا أن يسلَّط على نفس واحدة ، فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى تُلقى شقين ثم يقول الدجال للناس : أنظروا إلى عبدي هذا ، فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري ، فيبعثه الله وليس الدجال لكن يُرِي الدجال أنه بعثه ، فيلتئم الشقان فيقول الخبيث من ربك فيقول ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال " .
9. هناك مقابلة عظيمة جدا ينبغي الوقوف عندها طويلا وهي مقابلة شاب من أهل المدينة للدجال وحدوث مواجهة عنيفة جدا نقلها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" يأتي الدجال وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة ، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس فيقول : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول الدجال للناس الذين معه ، أرأيتم إن قتلت هذا وأحييته هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا فيقتله ، ثم يحييه "
وفي رواية " فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض [ أي أن بين الشقين مسافة رمية السهم ] ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك فيقول : " والله ما كنت فيك قطّ أشدَّ بصيرة مني الآن ،
وروى مسلم في صحيحه أيضا " يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح [ أي مسالح الدجال وهم حراس وأعوان الدجال ] فيقولون له أين تعمد ؟ فيقول أعمد غلى هذا ، خرج فيقولون له : أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول ما بربنا خفا ، فيقولون : أقتلوه فيقول بعضهم لبض أليس نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه ، فينطلقون به فإذا رآه المؤمن فيقول أيها الناس هذا المسيح الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر به الدجال فيشبح [ أي يمد ليضرب ] فيقول خذوه وشجوه ويوسع بطنه وظهره ضربا فيقول : أو ما تؤمن بي فيقول أنت المسيح الكذاب ، قال : فيأمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين ، ثم يقول له قم فيستوي قائما فيقول له : أتؤمن بي فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة ، ثم يقول أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال : فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل الله بين رقبته إلى ترقوته نحاسا ، فلا يستطيع إليه سبيلا فيأخذ برجليه ويديه فيقذف به في النار التي معه ، فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار ، وإنما القي به في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين " .
أتباع الدجال :
أما اتباع الدجال فإنهم أصناف قال عليه الصلاة والسلام :
" أكثر أتباع الدجال اليهود والنساء وقال : ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة [ واد قرب المدينة ] فيكون أكثرُ من يخرج إليه النساء ، حتى أن الرجل ليرجع إلى حنينه والى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقَها رباطا مخافة أن تخرج إليه [ أي أن الرجل المسلم العاقل يذهب إلى نساء بيته يربطهن مخافة يخرجون للدجال فيؤمنون به ويقعون في فتنته ]
وقال صلى الله عليه وسلم : يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة [ نوع من اللباس على الكتف يزين البدن كله ]
إذا : الدجال يتبعه يهود ويتبعه رجال ونساء ، ولكن النساء أكثر ، وكذلك يتبعه من العجم أقوام كثيرون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
" يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة أو المطّرقة [ والمجان جمع مجن والمجن هو الترس والمطْرقة أو المطرّقة ] هي صفة لهذه التروس أي أن وجوه هؤلاء الأقوام الذين يتبعون الدجال عريضة وأنها مكتنزة لحما ، شبهها بهذه التروس ، وهؤلاء منهم عجم ومنهم ترك ولكن منهم أيضا من العرب من يتبع الدجال [
وهنا أيها الأخوة نلاحظ أمرا وهو تواطؤ اليهود مع الدجال الذي جاء أنه يهودي أيضا وهذا يبين أن دور اليهود لا ينتهي إلى قيام الساعة وأنهم يريدون أن يهيمنوا على العالم ويسيطرون عليه ،
ولذلك اليهود في عقيدتهم أن المسيح الدجال أسمه المسيح بن داوود ، كما أننا نحن نؤمن أن المسيح كافر اليهود يؤمنون أن المسيح الدجال اسمه المسيح ابن داوود وأنه يخرج في آخر الزمان وأنه يرد إليهم الملك ،
ولذلك ينبغي أن نحذر من اليهود في كل عصر وفي كل وقت وأن نعلم بأن اليهود هم أعداؤنا دائما وأبدا وأن اليهود كما وضعوا السم للرسول صلى الله عليه وسلم فمات مسموما في ذراع الشاة التي قدمها اليهود له ، فإن مؤامراتهم على الإسلام لا تنتهي ، وأنه سيكون من آخر مؤامراتهم أنه سيخرج منهم فقط سبعون ألفا يتبعون الدجال ويقاتلون مع الدجال ، وهذا شأنهم لأنهم أعداء الله عز وجل الذين أعرضوا عن دين الله فأضلهم الله تعالى ومن أتباع الشيطان أيضا الأعراب ، وهم من عوام الناس وجهلة الناس ويدل عليهم حديث الأعرابي الذي ذكرنا في إحياء الدجال لأبيه وأمه بقدرة الله عز وجل ]
وهنا يحسن بنا أن نقف وقفات ..
1. أن النساء لابد أن يكون لهم نصيب عظيم من الاهتمام بالتربية والتعليم ، وأن نتيجة فشو الجهل من النساء وغلبة العاطفة لديهن أنه يحدث منهم انحرافات كثيرة ، ولذلك على المرأة المسلمة أن تتقي الله عز وجل ، وأن تحرص على تعليم نفسها وتربية نفسها على الإسلام ، ونحن علينا أن نحرص على نسائنا أخوات وأمهات وعمات وخالات وجدات ونربيهن ، لأنه بسبب عدم تربية النساء تحصل شرور كثيرة يكفي منها أنهن أتباع للدجال .
2. أن عوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل والغفلة يسهل خداعهم بشكل كبير ، لأن العوام مشكلتهم أنهم لم يتربوا على الإسلام ، ولذلك ينبغي للدعاة إلى الله عز وجل التوجه نحو العوام ، فإنه يحصل من العوام إذا لم يضبطوا بالعلم فتن كثيرة .
3. الدجال لن يُسمح له بدخول مكة والمدينة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال "
وقال " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ، وأنه يمكث في الأرض ولا يقرب أربعة مساجد المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور "
وقال صلى الله عليه وسلم : يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى إذا جاء دبر أحد [ وفي رواية أنه يصعد أحد ويرى من بعيد ويقول لمن حوله أترون القصر الأبيض ويقصد المسجد النبوي ] حتى إذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قِبَل الشام هناك يهلك هناك يهلك " وقال " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة حافين تحرسها ، فينزل في السبخة [ وفي رواية يأتي سبخة الجرب ] فيضرب رواقه [ أي ينزل ويعسكر هناك ] وفي رواية حتى ينزل عند الضريب الأحمر [ موضع قرب المدينة ] عند منقطع السبخة [ وهي الأرض المالحة التي لا تنبت نباتا ] فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، ويخرج إليه منها كل كافر ومنافق [ أي أن المدينة ومكة فيها كفرة فيها ملحدين فيها فيها مستهزئين بالدين ] فيبقى صلحاء الناس في المدينة ومكة ، ولذلك جاء في حديث تميم الداري لما وجدوا الدجال مربوط موثق وحدثوه فحدثهم فقال لهم إني يوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية في الأرض إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة وهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن ادخل واحد منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنه على كل نقب منها ملائكة يحرسونها
سلمان بن يحي المالكي
هل أعجبك المقال ؟؟؟ شارك وأبدي إعجابك ليصل إلى غيرك ويستفيد لك الأجر