أسباب النصر
يقول الله تعالى:
{ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ , وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ,
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }
سورة النصر
أسباب النصر متعددة تكاد لا تعد , علينا الأخذ بأسباب النصر وسننه للخروج من مآسي اليوم وتحقيق آمال الغد .
إن النصر لا ينزل اعتباطًاً ، ولا يخبط خبط عشواء ، بل يأتي وفق سنن وقوانين مضبوطة كسير الشمس . ماهي سنن النصر وما هي أسبابه ؟؟
- فمن هذه السنن أن تعلم أن النصر من عند الله تعالى ، كما أخبرنا مولانا حيث قال:
{ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } آل عمران/126
فمهما طلبنا النصر من غيره أذلنا الله وخيب سعينا .
- ومن أسباب النصر أن ننصر الله تعالى بأقوالنا وأعمالنا وقلوبنا، فإن الله تعالى قال:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } محمد/7
ونصرنا لله تعالى يكون بتعظيم دينه وامتثال أمره وإعلاء كلمته وتحكيم شرعه والجهاد في سبيله، قال الله تعالى في بيان المستحقين للنصر:
{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } الحج/41
- ومن سنن النصر أنه آتٍ لا محالة للمؤمنين الصادقين ، وأن التمكين للإسلام متحقق رغم العوائق والعقبات ، فالدين دين الله ، والله ناصر دينه وأولياءه ، قال تعالى:
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } غافر/51
لكن هذا الوعد لا يعني أن لا يبتلى المؤمنون بالنكبات والأزمات ، ولا يعني أن لا تصاب الأمة بالمصائب والكوارث ، بل كل هذا لا بد منه ليميز الله الخبيث من الطيب، قال الله تعالى:
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } البقرة/214
- وقد يبتلي الله تعالى الأمة بتأخير النصر أو تمكين الأعداء بسبب الذنوب والمعاصي ، قال تعالى :
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } آل عمران/165
فإذا أصررت أنا وأنت على تقصيرنا وذنوبنا فهل نرجو أن يصلح الله الأحوال ويرفع عنا هذا الذل والصغار والانكسار؟! إن هذا لمن المحال ، قال الله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد/11
فإن لم نقلع عن الذنوب والمعاصي ونصرٌ للدين وأهله ، فإن الله ينصر دينه بغيرنا ، قال تعالى:
{ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } محمد/11
على الأمة الإسلامية من أجل النهوض من كبوتها أن تنفض عن كاهلها الوهن والتبعية والمهانة ، وأن تعود إلى الله تبارك وتعالى ، إلى تطبيق شرعه ومنهاجه دستوراً ونظام حياة ، وصدق الله تبارك وتعالى وهو يقول:
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ } غافر/51
النصر مع الصبر.