والله ما أغلق النبي صلى الله عليه وسلم باب التوبة في وجه مذنب قط
بل فتح أبواب التوبة على مصراعيها للمذنبين والمقصرين من أمثالي .
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } مسلم
قال صلى الله عليه وسلم : { ما من ليلة إلا ويتنزل رب العزة كل ليلة، يتنزل رب العزة إلى السماء الدنيا ثم يقول: أنا الملك- جل وعلا- أنا الملك من ذا الذى يدعوني فأستجيب له من ذا الذى يسألني فأعطيه من ذا الذى يستغفر فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر } مسلم
وفي صحيح مسلم : { جاءت امرأة من جهينة- الغامدية- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله طهرني لقد أصبت حد الزنى طهرني .
جاءت بنفسها ما جاء بها البوليس وما جاءت بها هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإنما إن شئت فقل: جاء بها إيمان غرسه في قلبها المصطفى صلى الله عليه وسلم وكفى .
فقالت: يا رسول الله طهرني لقد زنيت فقال المصطفي:" أين وليها ؟ فجاء وليها فقال المصطفى لوليها :" أحسن إليها حتى تضع ولدها" رجعت المرأة وجاءت به تحمله على صدرها للنبي صلى الله عليه وسلم لتقول : يا رسول الله هذا ولدي قد وضعته فطهرني .
هي التي جاءت بنفسها، نعم! فقال لها المصطفي:" ارجعي حتى ترضعيه سنتين كاملتين" } .
أنظروا إلى الرحمة يا إخوة...
فعادت المرأة فأرضعت طفلها سنتين وجاءت بعد عامين وفي يد ولدها كسرة خبز، لتخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الولد قد فطم عن الرضاع ، فإنها مصرة على أن تُطهر في الدنيا قبل الآخرة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فشدت عليها ثيابها ورجمت حتى ماتت، فلما ماتت أمر النبي الصحابة أن يغسلوها وأن يكفنوها ثم قام المصطفى يصلي عليها بنفسه فقالوا: يا رسول الله : أتصلي عليها وقد زنت فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : { لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم }
كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالعصاة التائبين :
أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال:
{ يا رسول الله هلكتُ. قال :ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم هل يجد رقبة ليعتقها كفارة عما وقع منه؟ فقال: لا. فسأله هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين؟ فقال: لا. فسأله هل يستطيع أن يطعم ستين مسكيناً؟ فقال: لا. ثم جلس الرجل فأُتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر، فقال: خذ هذا فتصدق به، يعني كفارة. فقال: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! ما بين لامتيها أهل بيت أفقر مني ! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجده، ثم قال: أطعمه أهلك }