قال الله تعالى :
{وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ,
ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } الحج/40-41
خلق الله تعالى الدنيا على قوانين لا تتغير ولا تتبدل إلى أن تقوم الساعة , كقانون الجاذبية , والنسبية , وشروق الشمس وغروبها بتواقيت معينة , ودوران الأرض حول نفسها وحول الشمس , ووو....
ومن هذه القوانين أيضاً : قانون الإصلاح و التغيير
فإنه لا يغير الله نعمة أو بؤساً , ولا يغير عزاً أو ذلاً , ولا يغير مكانة أو مهانة ... إلا أن يغير الناس مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم , فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم .
فلا يمكن تغيير الواقع المرير إلى واقع رفيع ولايمكن الإصلاح إلا إذا غير الناس أنفسهم ,هذا قانون , فالله عز وجل يقول:
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ } الرعد/11
قد يتوهم بعض المسلمين أن الله سينصرهم ما داموا مسلمين ، مهما يكن حالهم ، ومهما تكن حقيقة أعمالهم ،
وهذا توهم باطل لأن الله تعالى يقول ليؤكد لنا هذا القانون :
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ } محمد/7
ولم يقل: ما دُمتم مؤمنين فسأنصركم وأثبِّت أقدامكم، مهما تكن أحوالكم وأوضاعكم وأعمالكم.
وهذا يعني بداهة أنه متى دبّ الضعف في الأمة والفساد وتأخر النصر فإنه يجب أن ننظر في نفوسنا , ونرجع إلى ديننا ونقيم الصلاة ونؤدي الزكاة، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر
كما قال تعالى:
{ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ , ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ
وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } الحج/40-41
لاحظ هذا القانون في الأمم السابقة عندما طغت وبغت وعَثَت في الأرض فساداً : كقوم نوح، وهود ، وصالح ، ولوط ، فأمهلهم الله تعالى حتى يغيروا ويصلحوا أنفسهم , فلم يفعلوا , فأهلكهم بمجرد أن ظهرت الانحرافات في حياتهم ، وظهر البغي والطغيان في سلوكهم ؟
زلزل الأرض تحت أقدامهم وقلبها عليهم وأنزل عليهم العذاب والرجز, قال الله تعالى :
{ وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصارُ } إبراهيم/42
هذه الفتن والكوارث وأمثالها التي نحن فيها الآن : إنما هي من ثمرات أعمالنا ، ومن نتائج سوء معاملتنا لله تعالى ، ينبغي أن نعود للتأمُّل في أنفسنا وواقع حالنا , فالله قطع على نفسه العهد أنه سينصر المؤمنين :
{ وَكانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } الروم/47
القانون :
عندما يكونوا مؤمنين
عندما تعود هذه الأمة فتصطلح مع ربها بصدق
عندئذ يُهلك الله تعالى أعداءنا , وينقلب حالنا , ويأتينا الإصلاح .
لذلك عندما تنزل بنا المصائب وتشتد الأزمات فوراً نتساءل : ما السبب ؟ وكيف ؟ ولم ؟ وممّ ؟ ماذا فعلنا ؟
كما قال الله تعالى:
{ أَوَلَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا } آل عمران/165
فيجيبنا الله بصريح العبارة: { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }
{ وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } الشورى/30